آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-01:46م

شهداؤنا ‬في ‬اليمن

الثلاثاء - 06 سبتمبر 2016 - الساعة 08:59 م

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم: عبدالله بن بجاد العتيبي
- ارشيف الكاتب


على‎ ‬طريق ‬المجد ‬المطرّز ‬بالعز ‬مضى ‬موكب ‬شهدائنا ‬في ‬اليمن ‬منارة ‬فخر ‬وراية ‬ولاء ‬وعنوان ‬وفاء، ‬لأوطاننا ‬التي ‬نفتديها ‬بالدم ‬والمال ‬والحياة، ‬إن ‬الدول ‬والأمم ‬والشعوب ‬إنما ‬تحيا ‬بحجم ‬البطولة ‬التي ‬يحققها ‬أبناؤها ‬لها ‬في ‬المجالات كافة، ‬وحين ‬حمي ‬الوطيس ‬كان ‬الأبطال ‬على ‬الموعد. «‬التحالف ‬العربي» ‬لدعم ‬الشرعية ‬في ‬اليمن ‬والذي ‬تقوده ‬المملكة ‬العربية ‬السعودية ‬ودولة ‬الإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬هو ‬تحالف ‬يدافع ‬عن ‬قضية ‬عربيةٍ ‬كبرى ‬وقد ‬حظي ‬بالتأييد ‬السياسي ‬المطلوب ‬عبر ‬دوائر ‬متعددةٍ، ‬يمنياً ‬وخليجياً ‬وعربياً ‬وإسلامياً ‬ودولياً، ‬فاكتسب ‬بجدارة ‬دور ‬الصديق ‬المنقذ ‬والشقيق ‬الداعم، ‬فكان ‬لجيلٍ ‬سعوديٍ ‬وإماراتيٍ ‬وعربيٍ ‬فرصةٌ ‬كبرى ‬لصناعة ‬أمجادٍ ‬جديدةٍ ‬وكتابة ‬تاريخ ‬جديدٍ ‬فمرّت ‬قوافل ‬الأبطال ‬على ‬طريق ‬العزة ‬والفخار ‬يتضوع ‬ ‬دماء ‬الشهداء ‬حباً ‬ووفاء ‬للأوطان ‬وللدول ‬في ‬جنبات ‬تلك ‬القوافل ‬المجيدة.
تتعزز‎ ‬شرعية ‬الدول ‬ويتجذر ‬وعي ‬الشعوب ‬بالولاء ‬الوطني ‬عبر ‬قصص ‬الأبطال ‬الكبار ‬الذين ‬فدوا ‬أوطانهم ‬بالغالي ‬والنفيس، ‬والذين ‬رسخوا ‬قيم ‬الإباء ‬والنصر، ‬وكتبوا ‬بدمائهم ‬سطور ‬العزة ‬في ‬طروس ‬الوطن، ‬وستبقى ‬قصصهم ‬نبراساً ‬يمتد ‬عبر ‬الزمن ‬لينير ‬درب ‬الأجيال ‬القادمة ‬ويعزز ‬من ‬ولائهم ‬لأوطانهم ‬ويشعرهم ‬بعمق ‬شرعيتها ‬وقوة ‬شكيمتها ‬في ‬الحرب ‬والسلم ‬معاً.
هؤلاء‎ ‬الأبطال ‬هم ‬أحق ‬الناس ‬بالأوسمة ‬الرفيعة ‬والنياشين ‬العالية، ‬وقد ‬قامت ‬السعودية ‬والإمارات ‬كدول ‬وحكوماتٍ ‬بتكريمهم ‬وتقديرهم ‬معنوياً ‬ومادياً ‬ورعاية ‬أسرهم ‬من ‬بعدهم ‬وهذا ‬أمر ‬جيد ‬ومفروغ ‬منه، ‬ولكنْ ‬ثمة ‬أدوار ‬أخرى ‬يجب ‬أن ‬تقوم ‬بها ‬المجتمعات ‬والشعوب، ‬ويجب ‬أن ‬يشارك ‬فيها ‬المثقفون، ‬وينبغي ‬لقصص ‬هؤلاء ‬أن ‬تخلّد ‬بشتى ‬أنواع ‬الخلود، ‬فتُدرّس ‬في ‬المدارس ‬ويحتفى ‬بها ‬في ‬المناهج، ‬وأن ‬تكون ‬مجالاً ‬خصباً ‬للإنتاج ‬الأدبي ‬بشتى ‬أصنافه ‬من ‬القصة ‬إلى ‬القصيدة، ‬ومن ‬النثر ‬إلى ‬الشعر، ‬ومن ‬الرواية ‬إلى ‬الفيلم ‬السينمائي، ‬وغيرها ‬من ‬طرق ‬ووسائل ‬القول ‬التي ‬تروي ‬الأحداث ‬وتخلّد ‬الأبطال ‬وتحتفي ‬بالشهداء.
طوّفوا‎ ‬رحاب ‬الأرض ‬لتجدوا ‬أنه ‬على ‬طول ‬التاريخ ‬وعرض ‬الجغرافيا ‬كانت، ‬ولم ‬تزل، ‬الدول ‬والأمم ‬والشعوب ‬تحتفي ‬بأبطالها ‬وتضع ‬لهم ‬التماثيل ‬وتعتمد ‬بطولاتهم ‬نبراساً ‬للأجيال ‬ومعلماً ‬عملياً ‬على ‬كيفية ‬فداء ‬الأوطان ‬والتضحية ‬لأجلها، ‬وكيف ‬أن ‬هؤلاء ‬الأبطال ‬يخترقون ‬كل ‬العصور ‬ويضوعون ‬مسكاً ‬وعطراً ‬في ‬سطور ‬التاريخ ‬ومهما ‬تغيرت ‬الدول ‬وتقلب ‬الدهر ‬فإنهم ‬يبقون ‬خالدين ‬في ‬الذاكرة ‬الوطنية ‬وراسخي ‬التأثير ‬وثابتي ‬المكانة. متاحف‎ ‬دول ‬العالم ‬مليئة ‬بتماثيل ‬ورسومات ‬ولوحاتٍ ‬وفنون ‬متعددة ‬تخلد ‬أولئك ‬الأبطال، ‬ومقطوعات ‬موسيقية ‬وأغانٍ ‬كتبت ‬وتم ‬تأليفها ‬لهم ‬وللأمجاد ‬التي ‬صنعوها، ‬وللمكانة ‬الخاصة ‬التي ‬استحقوها ‬في ‬ذاكرة ‬أوطانهم ‬ودولهم ‬وشعوبهم. ليس‎ ‬في ‬المتاحف ‬فحسب ‬بل ‬تتزين ‬الشوارع ‬بأسمائهم ‬وتتجمل ‬الحدائق ‬بتماثيلهم ‬وصورهم، ‬وكما ‬يحتفى ‬بالماضين ‬يتم ‬الاحتفاء ‬بالمعاصرين ‬لإيصال ‬رسائل ‬تتعلق ‬برسوخ ‬الدول ‬وهوية ‬الشعوب ‬وعمق ‬الأمم ‬في ‬التاريخ، ‬مع ‬تأكيد ‬الاستقرار ‬والاستمرارية ‬في ‬سلسلة ‬طويلة ‬تجد ‬في ‬الاحتفاء ‬بهؤلاء ‬الأبطال ‬ما ‬يعزز ‬الماضي ‬ويؤكد ‬بقاءه ‬في ‬المستقبل.
لم‎ ‬تحتف ‬الدول ‬والشعوب ‬بالقادة ‬العسكريين ‬والزعماء ‬الخالدين ‬فحسب، ‬بل ‬لقد ‬حرصت ‬على ‬الاحتفاء ‬بما ‬بات ‬يعرف ‬بعد ‬الحرب ‬العالمية ‬الأولى ‬بـ«‬الجندي ‬المجهول» ‬وهو ‬نصب ‬تذكاري ‬يوضع ‬في ‬ساحةٍ ‬عامةٍ ‬ويرمز ‬للأبطال ‬الذين ‬ضحوا ‬بحياتهم ‬من ‬أجل ‬أوطانهم ‬وشعوبهم، ‬من ‬أولئك ‬الذين ‬لم ‬يكونوا ‬قادةً ‬كباراً ‬ولا ‬زعماء ‬أفذاذاً، ‬ولكن ‬بدونهم ‬وبدون ‬تضحياتهم ‬لم ‬يكن ‬لوطنٍ ‬أن ‬يحمى ‬ولا ‬لمجد ‬أن ‬يصنع ‬ولا ‬لراية ‬أن ‬تعلو ‬خفاقةً ‬في ‬سماء ‬المجد ‬والتاريخ. أخيراً، ‎ ‬لقد ‬أظهرت ‬حرب «‬التحالف ‬العربي» ‬في ‬اليمن ‬أن ‬لدى ‬الدول ‬العربية ‬المشاركة ‬في ‬التحالف ‬وعلى ‬رأسها ‬السعودية ‬والإمارات ‬أبطالاً ‬يستحقون ‬أن ‬تروى ‬بطولاتهم ‬وشهداء ‬ينبغي ‬أن ‬تحفظ ‬سيرهم ‬وأن ‬تخلد ‬في ‬التاريخ.

* نقلا "الاتحاد"