آخر تحديث :الخميس-26 ديسمبر 2024-08:47ص

محطات وطنية مشرفة للقائد الفقيد الزنداني

الثلاثاء - 05 فبراير 2019 - الساعة 12:03 ص

الفريق الركن/محسن الداعري
بقلم: الفريق الركن/محسن الداعري
- ارشيف الكاتب


مثل رحيل القائد اللواء الركن صالح قائد علي الزنداني،نائب رئيس هيئة الأركان العامة، خسارة وطنية كبيرة للوطن برمته ولأهله ومحبيه ومنتسبي القوات المسلحة بشكل خاص،بعد استشهاده أمس الأحد،في أحد المشافي خارج اليمن،متأثراً بإصابته البالغة في الهجوم الإرهابي الحوثي الغادر على قاعدة العند،في العاشر من الشهر الماضي،ليلقي ربه  شهيدا مقبلا غير مدبر بإذن  الله.
وعرف اللواء الزنداني بكفاءته القيادية المبكرة منذ تخرجه ضمن الدفعة الثانية من ضباط الكلية العسكرية بعدن عام 1976م،ما أهله إلى نيل ثقة مرؤوسيه لترشيحه للأكاديمية العسكرية العليا في "فرونزا" بالإتحاد السوفيتي  عام 1982م ليعود بعدها للعمل ضمن نخبة الضباط الخريجين الأوائل الذين أسهموا اسهاما فاعلا في تأسيس اللبنات الأولى للجيش المؤسسي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وخصوصا اللواء 25 مشاه ميكانيكا بمنطقه كرش بعد تخرجه من الكلية ليتنقل بعدها في سبيعنيات القرن   الماضي في العمل الوطني بين وحدات عسكرية مختلفة من الصبيحة الى لودر الى سقطرى وصولا الى شبوه ضابطا ومؤسسا وإداريا محنكا.
وانتقل الفقيد الزنداني المولود بمديرية جحاف الضالع عام 1956في نهاية السبيعنيات الى دائرة العمليات الحربية وكان من الضباط المتميزين بالكفاءة وأسهم في النهوض بالقدرات العملياتية لواحدات الجيش قبل تن يتدرج بعدها في مناصب عسكرية عدة داخل دائرة العمليات،بداية برئيس شعبة الى نائب مدير دائرة الى مدير دائرة ثم رئيس هيئة العمليات المشتركة قبل ان يصبح نائبا لرئيس هيئة الأركان منتصف العام 2017م.
وتحفل السيرة الذاتية لمسيرة حياة الفقيد الراحل، بمحطات وطنية مشرفة تجلت في مهام متعددة تولاها منذ ماقبل تعيينه عام 1992م مستشارا لنائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي سالم البيض،للشؤون العسكرية،ومرورا بعودته بعدها  للقتال دفاعا عن الجنوب في حرب صيف 94م ورفضا لوحدة الحرب وفرضها بالقوة والنار والحديد،قبل ان يتعرض بعدها للإقصاء والتهميش كغيره الكثير من الكفاءات والقيادات الجنوبية التي أقصيت من عملها ضمن مخطط "خليك بالبيت"وحتى تم ترتيب وضعه شكليا مع أكثر من 80 قائدا عسكرياً جنوبيا تم إعادتهم عام 2007 للخدمة العسكرية كمستشارين في هيئة الأركان ألعامه على وقع اندلاع ثورة الحراك الجنوبي السلمي الرافض للإقصاء والظلم والتهميش الذي طال الجنوبيين.
ومع حرص اللواء الراحل على خدمة وطنه بكل إخلاص وتفان وتميز منقطع  النظير أوكلت إليه في  2010م مهام الإشراف الأمني المباشر على غرفة عمليات بطولة خليجي 20 التي استضافتها العاصمة عدن بكل جدارة وصورة مشرفة كان له الدور الأول في عمليه المتابعة والتنظيم والتأمين وإخراج   تلك البطولة الخليجية العربية بتلك الصورة المشرفة لكل الوطن،الأمر الذي سلط الأضواء حوله لتوكل اليه عام 2011م مهام ادارة غرفة أبعمليات العسكرية الناجحة التي خاضها الجيش الوطني ضد تنظيم القاعدة في محافظة ابين بقيادة اللواء الركن الشهيد سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الرابعة عدن رحمة الله تغشاه.
وتشهد وقائع التاريخ أن "أبوصلاح"رحمة الله تغشاه، أحد أبرز مهندسي خطة  تحرير عدن مع اللواء الشهيد جعفر محمد سعد محافظها الأسبق وقبل ان يصادق عليها فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي،قبل ان ينتقل مع اللواء جعفر الى جيبوتي للتحرك منها بحرا الى سواحل عدن عام 2015م وكسر حصارها المليشياوي الخانق من قبل عصابات التحالف الحوثعفاشي، ليتولى بعدها الإشراف على تنفيذ الخطة ميدانيا مع ثلة من قادة الجيش الوطني ورجال وإبطال المقاومة الجنوبية الباسلة ممن قضى بعضهم نحبه شهداء في سبيل الله وآخرين مايزالون في ميادين الشرف والبطولة منذ تحرير العاصمة عدن وحتى جبهات الوطن الممتدة إلى مشارف الحديدة.
وتكللت مواقف الفقيد البطل ودوره الميداني  في تحرير عدن بإصابته في 2015م بمنطقة المنصوره إثناء المواجهات مع قوات الغزو الجديدة للجنوب ليتم نقله للعلاج يومها بالخارج قبل أن يعود بعدها بعزيمة وطنية أقوى لمباشرة مهمة تنظيم العمل وإعادة تطبيع الحياة بعد تحرير المدينة مواجها من اجل وطنه،كل التحديات ومذللا كل الصعوبات الماثلة أمامه والمخاطر الأمنية التي تهدد حياته من قبل جماعات الموت والإرهاب من جهة،وبقية أعداء الوطن الرافضين لدوره ورفاقه في إعادة الحياة للوحدات العسكرية ودوائر عمل وزارة الدفاع وتشكيل الألوية والوحدات من رجال وإبطال الجيش والمقاومة وتأمين صرف مرتباتهم وترتيب شؤونهم،من جهة أخرى.
وتميز الراحل الوطني الكبير بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجم وحبه للعمل بصمت وبعيدا عن الأضواء الإعلامية والبهرجة اللفظية وذلك من اجل مصلحة الوطن وخدمة الجميع دون محاباة او مجامله أو تمييز، ما اكسبه حب واحترام وتقدير الجميع وخاصة من تشرفوا بالعمل معه ورافقوه وزاملوه.
وعليه أدعو الجميع إلى قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة،تقديرا لتاريخه البطولي الناصع وأدواره الوطنية المشرفة وإسهاماته الفاعلة في مختلف ميادين البناء والتأسيس الوطني وإعادة تنظيم العمل المؤسسي العسكري وتأمين صرف الرواتب وتسهيل استيعاب رجال المقاومة في وحدات الجيش وإعادة تأهيل مستشفى باصهيب العسكري ومستشفى صلاح الدين وتأهيل مستشفى عبود العسكري وإعادة تأهيل وفتح الكلية العسكرية بصلاح الدين وإنشاء المخبز الآلي المركزي للقوات المسلحة وغيرها الكثير من المنجزات التي لايتسع المقام لذكرها.
تعازينا الاخوية الحارة إلى أولاده وأهله وأصدقائه ومحبيه وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وكل منتسبي القوات المسلحة، وتغمده الله بواسع رحمته وغفر له ورحمه واسكنه الفردوس الأعلى وألهم أولاده وأهله وأقاربه وكل أهله ومحبيه الصبر والسلوان
وانا لله وانا اليه راجعون.
*قائد اللواء 14 مدرع.مأرب