لنفترض أن السيد/ عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قالَ صراحة أن هدف استعادة الدولة الجنوبية مؤجلاً بالوقت الراهن- بحسب ما نقلت عنه بعض وسائل الإعلام،فهو لم يجاف الحقيقة، فالمؤشرات التي نراها على الواقع بالجنوب والتي تشير الى أن الجنوب تحت وطأة السياسة اللئيمة التي تـتّــبعها السعودية ينحني بعض الشيء ويشعر بحالة من التوهان، خصوصا منذ الانسحاب الإماراتي وإحلال القوات السعودية عوضا عنها بالجنوب. فمشروع فك الارتباط يواجه بفيتو سعودي صريح -على الأقل بالوقت الرهان- كونه يصطدم بالأطماع والسياسات السعودية بالجنوب وباليمن عموما، وليس رأفة سعودية باليمن وبالوحدة اليمنية كما يعتقد بعض البلهاء. فموقفها هذا لا يعني بالتأكيد أنها حريصة على بقاء الوحدة اليمنية بشكلها الحالي، ولا حتى بنسختيها: 90م و94م.فهي أي السعودية مثلما ترفض بأن يذهب الجنوب وثرواته الى وضع ما قبل عام 90م ويتركها تواجه مصيرها مع السخط الشمالي وكتلته البشرية الهائلة ويجعلها بعين عاصفة الخطر الأمني والعسكرية والشعبي بالشمال ,فضلا عن انه أي انفصال الجنوب سيطيح بكل ما حققته وتخطط له على الأرض من المهرة شرقا وحتى الحُــديدة غربا، فأنها بالوقت عينه لن تجعل الوحدة اليمنية- بأي شكل لهذه الوحدة-.أن تكون هي المتاح، فالسعودية وإنفاذا لمصالحها ستجعل اليمن يراوح منطقته الرمادية، يمن فسيسفاء شبه متناثرة : بين يتوزع بين الوحدة والانفصال، وحدة هلامية افتراضية، وانفصال يبدو لأصحابه ممكنا وهو في الواقع سرابٌ بقيعةٍ. لأن مثل هذا السياسة، أي سياسة مسك العصاء من المنتصف – هو أنسب وضع يمكن للسعودية أن تلعبه وتفرضه على كل الأطراف، بعد أن تبعثرت معظم خططها منذ مطلع 2015م والتي رسمتها على قاعدة بيانات خاطئة وذرتها رياح السموم تماما ،أو توشك. فموضوع الوحدة والانفصال بالأجندة السعودية مؤجلان الى أن تستوي سفينة الأطماع والمصالح السعودية على الجودي، وأية قوى جنوبية أو شمالية تعترض على ذلك فلسان أمير النفط يردد: صولجاني ومالي يداويان رأس مَـــن يشكو الصُداعا.