آخر تحديث :الخميس-26 ديسمبر 2024-10:11م

السيطرة المزعومة على الأرض

السبت - 25 أبريل 2020 - الساعة 10:10 م

صلاح السقلدي
بقلم: صلاح السقلدي
- ارشيف الكاتب


الحقيقة التي كشفتها الأحداث الأخيرة بالجنوب وفي عدن تحديدا والمتمثلة بالحشود العسكرية والتوتر المستمر، وكارثة الأمطار وتردي الخدمات وغيرها من التحديدات والمعاناة هي أن لا المجلس الانتقالي مسيطر على الأرض –بالمعنى الأشمل للسيطرة- كما يقول، ولا الشرعية مسيطرة على 85%من الأرض كما تزعم. فعبارة نحن على الأرض التي يردده الإنتقالي لا تعني بالضرورة أنه فعلا المسيطر على الأرض وأنه من يدير الأمور ويتحكم بها بشكل كلي ولا حتى بشكل شبه كُــلي، وإن كان له حضورا جماهيريا ووجود على مساحات شاسعة بالجغرافيا ويمسك بمواقع ونقاط ببعض مداخل وطرقات المحافظات إلّا أن هذا لا يُـعد أن اليد الطولى له، طالما ومؤسسات الدولة ومواردها وقرارها السياسي بيد غيره, وطالما لا يقوى على تغيير أو تعيين أحد بمواقع ادارية ومحلية، فضلاً عن المواقع الدبلوماسية، وطالما لا يتحكم بمنافذ البلاد وثرواتها وبحارها وأجواءها, فمَــن يمسك بناصيةهذه المواقع والموارد هو من يمكن القول عنه بأنه مسيطرا على الأرض وهو السلطة الفعلية على الأرض، سواء باعتراف داخلي وخارجي أو بسلطة الأمر الواقع.فالانتقالي يسيطر على جغرافيا معروفة ليس من بينها حضرموت( درة التاج الجنوبي) فالمساحة العظمى لهذه المحافظة ما تزال تحت قبضة قوى غزو 94م والسعودية الى حد ما، وكذا مساحات واسعة من شبوة، أما المهرة فهي قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح محافظة سعودية غير معلنة, وبالتالي فمقولة: (نحن على الأرض) في ظل بقاء تلك المحافظات خارج السيطرة، وفي ظل موارد مالية ونفطية وبنوك بيد الخصوم، هي مقولة طوباوية يغمرها حالة من التمنّي لا تمثل الحقيقة بوجهها الكامل. أما تلك السلطة التي تزعم أنها تسيطر على 85% من الأرض فهي لا تسيطر سوى على المحافظات التي لا يسيطر عليها الانتقالي والسعودية, وما تسيطر عليه بامتياز، ولا يستطيع أحد أن يجادل فيه فهي الموارد المالية والنفطية والدعم الخارجي وغيرها من مصادر الإيرادية,ما دون ذلك فنحن حيال سلطة غروية مغمسة بالمال والنفط والزيت. ومَــن يصر على رأيه بالسيطرة المزعومة فأن المسئولية تقع عليه عما يجري بالبلد من فوضى وفساد وتدهور خدمي وأمني ،كما تقع عليه مسئولية توفير ضروريات وحاجات الناس والاضلاع بواجباته تجاه أمنهم وخدماتهم وحياتهم طالما وهو يصر بأنه الكُل في الكل. فمن فمك أدينك...