آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-01:46م

للعيد وقفة الشوق!

الإثنين - 17 يونيو 2024 - الساعة 08:22 م

عز الدين سعيد الاصبحي
بقلم: عز الدين سعيد الاصبحي
- ارشيف الكاتب


للعيد وقفة الججيج ولنا وقفات الشوق على أبواب مدينة لا نعبرها بل تعبرنا.
هذه الجموع لآلاف المركبات حاصرها الشوق عشر سنوات، فرضت ميليشيات الرعب قبضتها البوليسية على منافذ الهواء ومنابت الريحان الذي يزهر في ربيع تعز .
وتفتح اليوم مشاقر ورد ومشاعر من حنين في قيض الصيف .
فُتحت كوة في جدار الحصار الأسوأ في تاريخ الصراعات، فاندفع سيل البشر يعانق المدينة المكتظة بالحزن والفرح!
ظن قادة الحصار وكل الظن إثم هنا ،ظنوا إن فتح جزء من الطريق سيعمل على خروج الناس وهروبهم من مدينتهم ، وجحيم الحصار، فإذا بالناس تعود سيرتها الأولى ،وتكسر حصار الخوف وتأتي جموع لا آخر لها إلى المدينة المكتظة بالحزن والفرح ، لترمي احزانها على بوابة الحوبان وتشعل قناديل فرحها على مآذن الأشرفية والمظفر . تتنفس الحرية والمحبة في أزقة باب موسى وارصفة شوارع التحرير وسبتمبر والعواضي وعبدالناصر.
نافذة العبور الصغيرة التي فُتحت بين شطري مدينة تعز منذ امس الأول، لم يُحصر نورها في محيط تعز التي فرض عليها حصار الموت منذ عشر سنوات، بل ظهر مشرقا على كل اليمن .
عادت رايات الجمهورية زاهية بعد طول ذبول، وصدحت أغاني الوحدة بعد طول قطيعة، ضجت المآذن باصوات المحبة بعد ضجيج مدافع الحقد .
تلك أهمية تعز وقضيتها، مدينة تنتصر للوطن وتصنع الحياة ،وتبقى جسر محبة للجميع.
وإذا أردنا البدء بصنع سلام دائم فهذه بوابته وأول طريق المهد .

*سفير اليمن لدى المملكة المغربية..