آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-03:41ص

ضرب السلالة بالسلالة..آخر تقليعات إدارة المسألة اليمنية

الأحد - 04 أغسطس 2024 - الساعة 01:19 ص

الدكتور سعيد الجريري
بقلم: الدكتور سعيد الجريري
- ارشيف الكاتب


تكشف إدارة ملف المسألة اليمنية عن قدرة فائقة على توليد الأزمات، أزمةً من رحم أزمة، حتى كأن مدير الملف لا يهدف إلى الحل، وإنما إلى الإشكال. أما لماذا؟ فهذا شرحه يطول، وينبغي تناوله في مساحة خاصة، من كل جانب.
آخر تقليعات إدارة الملف ابتعاث نجل علي عبدالله صالح من قبو العقوبات الدولية، والتلويح بكونه سوبرمان الخلاص من ورطة التحالف في مستنقع صنعاء، أو إضفاء صفات مهدي سياسي منتظَر عليه. لكن إلى هنا ما زال الأمر في إطار الرهان على حصان أعرج، وهو ما تميز به مدير ملف المسألة اليمنية منذ عقود.
لقد هيمنت السلالة على صنعاء ودولتها بتواطؤ رئيس السلالة الحاكمة المخلوعة، ثم لقي حتفه على يد من تواطأ معهم، ثم لم يجد مدير الملف بعد فشل السنوات التسع من حصان يراهن عليه، سوى نجل الرئيس المتواطئ المحتوف - الذي لم تضم رفاته تربة - ليوظف ثأره الشخصي سياسياً، فما من وسيلة أمامه سوى ضرب السلالة بالسلالة، متجاهلاً أن كلا السلالتين لا مستقبل لهما ولا قبول، فالمهيمنة الآن سلالة عصابة إجرامية خارج مبادئ الجمهورية والمواطنة، والسلالة المستنجد بها عصابة مجرمة أسقطها الشعب، فمنحتها إدارة الملف صك براءة، ثم انتقمت من الشعب بالتواطؤ فمكنت السلالة الكهنوتية من صنعاء ودولتها!!
لكن السؤال:
بعيداً عما تفتقت عنه عبقرية إدارة الملف أو خبثها، ماذا عن شعب صنعاء؟ أما من خيار سياسي أمامه سوى حل السلالتين؟
أين الشعب الذي يثور لكرامته ووجوده من أن لا يراه العالم خارج مقاربة ضرب السلالة بالسلالة؟!
يبدو أن هناك هوة سياسية سحيقة لم تردم بعد، ثم قد يأتي يوم ينطلق فيه أحفاد يحرقون ملف السلالتين، أو يكبونه في سلة مهملات الزمن الجديد المختلف عن زمن السلالتين الذي أسقط عن أحزاب صنعاء أوراق توتها فإذا هي (تشكيلات عصابات)، كشفت السنوات التسع أن المؤتمر والإصلاح وغيرهما ليست أحزاباً سياسية. لكن المضحك المبكي أن إدارة الملف مازالت تتعامل معها كما لو كانت أحزاباً؛ رغم تعشيمها بالرهان على حصان أعرج، ينافس حصان أهوج، لكنها لعبة السلالتين، في بلاد لم تعرف الثورة والجمهورية.