آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-11:08ص

السابع من أكتوبر!

الثلاثاء - 08 أكتوبر 2024 - الساعة 12:58 ص

عبدالمنعم سعيد
بقلم: عبدالمنعم سعيد
- ارشيف الكاتب


دخل اليوم 7 أكتوبر 2023 إلى التاريخ، وعلى المؤرخين أن يحكموا عليه، وماذا حقق للقضية الفلسطينية، وماذا فعل فى المنطقة، وتأثيره فى العالم. المعضلة دائما فى كتابة التاريخ أنه هو ذاته عملية متغيرة، ويكون التسجيل عصيا عندما يأتى فى قلب الحدث المستعر نارا وشرارا. منذ بداية الحرب وفى خطاب «محمد ضيف» قائد حماس العسكرى تحدث عن وحدة «الساحات»، وهو تعبير جديد، ولكن معناه هو الجماعات المسلحة التى انشقت عن الدولة التى توجد فيها كما فى العراق وسوريا ولبنان واليمن؛ أو الكيان السياسى الذى خرجت عليه (فلسطين). وبالفعل فإن ما حدث خلال عام تحرك حزب الله اللبنانى وقوات الحشد الشعبى العراقية وأنصار الله (الحوثيون) اليمنية، شاركوا فى الحرب. ولكن ما سوف يدهش المؤرخين سوف يكون هو أن أحدا من هؤلاء لم يحدد أهداف الحرب التى بدأت وتدريجيا تزحف سحبها على بقية الجبهات.

على سبيل المثال فإن إسرائيل فى بداية الحرب طرحت أهدافها وهى تحقيق نصر كامل، والقضاء على القوة العسكرية والإدارية لحماس فى قطاع غزة، وعودة الاحتلال الإسرائيلي؛ وكان هناك من بين أركان الحكومة الإسرائيلية من طرح عودة الاستيطان. ولكن أحدا من قادة حماس ولا جماعات الساحات المختلفة لم يطرح ماهية أهداف الحرب؛ والقول بأن الهدف هو «المقاومة» فإن ذلك يخلط الغاية بالوسيلة خاصة أنه لا يخضع لإستراتيجية «التحرير» التى عرفتها حركات التحرر الوطنى وهى تحقيق الجلاء عن أرض محتلة. ما حدث فعلا كان الإيذاء أو تحقيق قدر منه، فلم يكن العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم. وقد كانت إسرائيل هى البادية ولكنها لم تأخذ لا عينا ولا سنة وإنما بلدا بأكمله ومصممة على توسيع هذا البلد حتى يصير من النهر (الأردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط). الآن تكفل حزب الله بسحب إسرائيل إلى لبنان، وتكفل أنصار الله بإيذاء مصر بعد ما سببوه من ضرر لقناة السويس.

نقلا عن الأهرام