آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-11:08ص

اليمن الكبير... أوضاع يشيب لها رأس!

الإثنين - 21 أكتوبر 2024 - الساعة 12:01 م

عبدالله الصعفاني
بقلم: عبدالله الصعفاني
- ارشيف الكاتب


تنعكس الأزمات اليمنية على حياة الناس بصورة حادة وموجعة لا يلتقطها الضمير الوطني والإنساني الغائب رغم تصاعد الألم طولاً وعرضًا وعمقًا.

* أعباءٌ وأوجاعٌ معيشية، خدماتية، صحية، وتعليمية متزايدة، نرى عناوينها المؤلمة في المساجد، وإشارات المرور، وأبواب المطاعم، وقلق الذين وقعوا في تحديات معيشية تتصل بمعوقات الوفاء باستحقاقات غاية في الضرورة.

* في العاصمة “صنعاء” الحديث عن ضرورة عودة المرتبات بانتظام لا يريح، ويكشف عن سوء نية من يطالب بمعاشه.. وفلوسك المدخرة في البنك مش فلوسك، وعليك أن تكون أيُّوبيّ الصبر لالتقاط ما ينزل من حنفية رصيدك في أحد البنوك.. ويتمنى الواحد لو أنه وضع ملايينه أو ملاليمه تحت البلاطة، فيرد عليه آخر: وأين هي البلاطة..؟

* وفي “عدن” وحضرموت ومأرب يحق حتى للغراب أن يشيب من الانهيار المخيف للعملة، ويصرخ بانفعال: أين تذهب الموارد، وإلى أيّ جيوب تُصَب المساعدات الخارجية.

وكيف لبلد مأزوم أن ينفق على آلاف العاطلين بالوراثة والدراسة.. بالدولار؟.

* وتتأمل في وجوه السياسيين على امتداد اليمن من الماء إلى الصحراء وقبلها التباب والجبال، فلا تخرج بأكثر من تأكيد حقيقة أن “فاقد الشيء لا يعطيه”، وأن صانعي المشكلة ليسوا الحل على الإطلاق، وأن الأطراف الإقليمية والدولية لا تريد لليمن السلام، ولا تريد التوقف عن عادتها مع تصدير العدوان.

* وكنت سألتُ نفسي قبل أن أبدأ الكتابة: هل اليمن الكبير بتأريخه وجغرافيته بحاجة – مثلاً – إلى مؤتمر ضخم للسلام، أو مؤتمر حوار يبحث عن الوئام، فخذلتني الفرضيات المصلوبة على دعامة المنطق العدمي للقول:

اِفرض أن مؤتمرًا يمنيًّا انعقد وحضر الحوار الذي تهتز له المنابر ونشرات الأخبار.. هل يمكن أن يزيل مخاوف التجريب بالمجرَّبين..؟، وهل يمكن الوثوق بسفن متفرقة تقودها جماعات من الحمقى..؟

* ولا بأس من اعتبار قادم الكلام تشاؤمًا يكبس على الأنفاس على هذا النحو..!

صار لليمنيين مخاوف من أن يكون دعاء الأجداد بأن يباعد الله بين أسفارهم ما زال الفعل المستمر عند فرقاء يرفضون أن يغيِّروا ما بأنفسهم، فكان الجزاء من جنس العمل، وما يزال..!

* يشحذ الغيورون عقولهم بحثًا عن حلول، فيأخذهم التفكير بعيدًا نحو التشاؤم، وتصدمهم حقيقة أن أمام كل انتظار بقعة ضوء في نهاية النفق سؤال بالغ القسوة مفاده: هل تنتظرون بقعة ضوء في نهاية النفق..؟ “إِذن” حدِّدوا أين هو النفق..؟

* من جهتي، ومن موقع متابعة وتراكم رصد ونظرة في احتباسات وأزمات سابقة لا أرى إلا قوة العادة اليمنية وهي تفرض على أوراق المباريات الكلامية أن تتطاير في الهواء، وتأخذ طريقها نحو مقالب النفايات، لتتولى الفئران قرض القرارات والتوصيات والملفات، وأجهزة أدعياء الوئام.

ولا غرابة إنْ فعلتها الفئران، فقد فعلها الفأر من قبل عندما هدم السد، وجنّتيّ اليمين والشمال..!

* أتحدث هنا عن ركام تأريخي يخرج لسان السخرية من تجريب المجرب، ومن تكاثر وجوه دخانية في مرايا واقع طالما سخر منه البردوني العظيم، وحذّر منه.

* لنتأمل في الوجوه السياسية على امتداد اليمن ومساقط الاغتراب.. إنها مجرد مخازن لِأطماعٍ شخصية تجمع ما يتم خطفه من أرزاق اليمنيين من موارد بلادهم المنكوب بقيادات تحولت إلى مصانع لإنتاج الأزمات والكلام، فيما يدوخ الناس دوخات الفرحة المنتظرة لمجيء السلام والعدالة على حصان أبيض، وبعير ذهبي، وحمار مخطط بالأبيض والأسود.

* وبصراحة.. تخنقني استفهاميات غريبة تعكس قتامة المشهد اليمني تحت غبار ممتد من الماء إلى الصحراء، مارًّا بالجبال السوداء، وهو نفس خناق السؤال.

هل ما يحدث لليمنيين اختبار رباني لمعرفة من يشكر ومن يكفر..؟ هل هو فيروس متحول يصعب مواجهته..؟
هل هي لعنة أم ذنوب..؟

نقلا عن موقع اليمني الأمريكي ..