آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-12:02ص

مفاتيح فك شيفرة ما يجري!

الخميس - 13 فبراير 2025 - الساعة 02:49 م

سامي النصف
بقلم: سامي النصف
- ارشيف الكاتب


هناك لعبة أمم قائمة بالمنطقة بأفضل ما تكون عليه اللعبة من مكر وخداع وكذب ودخان كثيف لإشغال الناس بالميمنة بينما العمل الحقيقي قائم على الميسرة، اللعبة قائمة ومستمرة لا تتوقف مع تبدل بعض اللاعبين، ولفك شيفراتها واستيعاب ما يجري علينا فهم ما يأتي:

1- أن ما هو معلن فوق السطح قد يكون مختلفاً بمقدار 180 درجة عما هو تحت الأرض ولا يتحدث عنه أحد.

2- من يعتقد أنهم أبطال مدافعون عن العدالة والحق قد يكونون هم الأعداء الحقيقيين لـ... العدالة والحق، فاللعبة تتطلب منهم تقمص تلك الأدوار لقيادة الجموع الساذجة لــ... حتفها!

3- ليس كل من قيل إنه فارق الحياة قد فارق الحياة بالضرورة.... الاحتمال الآخر أنه قد أدى الدور المطلوب منه وانتفت الحاجة له ليذهب لتقاعده..

4- قد يكون المكسب الأكبر لبعض القادة واللاعبين ضمن لعبة الخداع الكبرى الدائرة... ألا يخسروا أمنهم ورفاهية شعبهم... لا أكثر!

5- أهداف وجوائز اللعبة الحقيقية قد تختلف تماماً عن الجوائز المعلنة.

6- هناك توزيع أدوار متقن وشديد الاحتراف للاعبين، لذا يجب الحذر الشديد، فالاصدقاء قد يكونون هم الأعداء والعكس صحيح.

7- هناك مليارات ستصرف ضمن اللعبة وستجعل بعض اللاعبين شديدي الثراء ثمنا للادوار التي يلعبونها وتلك المبالغ ستُحصَد بالنهاية من... ثروات الشعوب!

8- لا توجد مفاجآت وصدف أو معجزات فيما يحدث، فقد ولَّى عهد المعجزات والصدف وخبطات الحظ، فكل ما يحدث أمر مخطط له أن يتم بالشكل الذي يتم به.

9- كحال أي لعبة... هناك رابحون وخاسرون من اللعبة و.. قطعا بعض شعوبنا هي الطرف الخاسر بدرجات متفاوتة، ومن لم يخسر بالأمس واليوم... فسيخسر قطعاً بالغد والفارق هو بالقدرة أو عدم القدرة على تحمل الخسائر التي ستصيب جميع لاعبينا على الأرجح.

10- نتائج اللعبة ستكون Game Changer تاريخي حيث ستمزق خرائط وتختفي دول ويتم الترحم على الكبيرين سايكس وبيكو!

11- يرى البعض محقا أن علينا أن ننتظر نهاية اللعبة لمعرفة أسباب بدئها وما حدث هنا وهناك، وهو تصور سليم إلا أن ما يقف عثرة أمامه هو... عدم معرفة بالضرورة نهاية اللعبة المتجددة، فما يعتقد أنه خط نهاية اللعبة هو في حقيقته نهاية أحد فصولها فقط وبدء فصل ثان لها...

12- عبر التاريخ يقال إن أفضل الطبخات السياسية المخادعة هي ما يطبخ على نار هادئة طويلة الأمد، قد يكون المتغير في عصر الذكاء الاصطناعي هو الحصد السريع للنتائج ما قد يجعلنا نشهد خلال مدة قصيرة أي أعوام قليلة قادمة متغيرات كبرى لم يكن أي عقل بشري يتصور حدوثها، تقلب الموازين رأساً على عقب، لننتظر ونرَ المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية القادمة سريعاً.

***

آخر محطة:
اللعبة القائمة مصاحبة بدخان وضباب يعميان العيون ويغلقان العقول إلا أن ما يمكن عمله بعد الأخذ بالوصايا الـ 12 السابقة هو معرفة حقيقة أن ثوب المستقبل ينسج من خيوط الحاضر ولا يأتي منفصلاً عنه فإذا كانت خيوط الحاضر بيضاء وجب القول إن ثوب المستقبل القادم أبيض.. أما اذا كانت الخيوط سوداء كما نرى فالثوب القادم للمنطقة الممتدة من الماء إلى الماء... أسود... أسود يا ولدي!

*نقلا عن "النهار"