آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-12:02ص

حكومة إنقاذ وطني أوالطامة الكبرى!

الأربعاء - 12 مارس 2025 - الساعة 05:39 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


المشكلة العويصة التي تعيشها حكومة الشرعية اليوم، لا ترتبط حقيقة بفشل وعجز شخص رئيسها بن مبارك ولا من قبله أو من سيخلفه، وإنما مرتبطة بالدرجة الأولى بنتائج فساد وفشل وعجز مسؤولي المحاصصة الحزبية والمناطقية المقيتة ومضاعفتهم لكارثة إنهيار الاقتصاد الوطني بفعل الحرب وويلاتها، وتسابقهم على نهب وتعطيل ماتبقى من موارد الدولة واستغلال ظروف الواقع وغياب الرقابة والمحاسبة ومبدأ الحساب والعقاب والاحتماء بالحزب والمكون الذي رشحهم والأمان من أي محاسبة أوعقوبة حتى لو وصل الأمر لتمردهم ورفضهم توجيهات رئيس حكومتهم لحضور اجتماعات الحكومة لأول مرة في تاريخ حكومات البلد.

وبالتالي.. فإن أي خطوات تغيير مقبلة لرئيس الحكومة أو حتى كامل وزرائه، لا يمكن أن يغير من واقع فشل وعجز وافلاس الحكومة طالما استمرت كارثة المحاصصة في اختيار وزراء ومسؤولي الدولة في هذه المرحلة الوطنية الفاصلة التي يفترض أن تسلم فيهآ زمام قيادة الدولة ومؤسساتها إلى كوادر وطنية نزيهة ذات كفاءآت وخبرات إدارية واقتصادية مجربة، ومنحهم كل التسهيلات لإنقاذ مايمكن انقاذه من الدولة وتجنيب البلد كارثة سقوط نهائي وشيك في فوضى مجاعة متوحشة وحروب أهلية مدمرة ومن أجل البقاء والحصول على قوت الحياة الضروري.
وهو مايستدعي من كل الأطراف والقوى، استشعار المسؤولية والخطر الداهم المتربص بالجميع، وسرعة التوافق على حكومة انقاذ وطني مكونة كوادر نزيهة مجربة يتم اختيارها وفقا لمعايير الكفاءة والنزاهة والخبرة والتجربة وليس المحاصصة الحزبية والمناطقية التي دمرت وعاثت فسادا وعبثا وتدمير لمؤسسات وموارد الدولة وأفسدت كل شيء كان جميلا بهذا البلد المنكوب على كل المستويات.
وإلا فإن المقبل سيكون أكثر قتامة وسوادا على كل الأصعدة والمجالات الوطنية والاقتصادية والأمنية والسياسية ولن ينجو أحدا من نيران الطامة الكبرى التي ستحرق ماتبقى من البلد الموجوع والمدمر والممزق بشكل غير مسبوق في تاريخه المضطرب.