الإثنين - 25 سبتمبر 2017 - 06:15 م بتوقيت عدن
- مراقبون برس-رويترز
بدأ التصويت في شمال العراق يوم الاثنين في استفتاء على الاستقلال تنظمه السلطات الكردية رغم الضغوط التي تمارسها بغداد وتهديدات تركيا وإيران وتحذيرات دولية من أنه قد يشعل المزيد من الصراعات في المنطقة. وستكون نتيجة الاستفتاء على الأرجح هي تصويت الأغلبية ”بنعم“ على الاستقلال. ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود البرزاني لإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار على انفصال الإقليم المنتج للنفط. ويمثل الاستفتاء فرصة تاريخية للأكراد - وهم أكبر جماعة عرقية تركت بلا دولة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل نحو مئة عام - رغم الضغوط الدولية المكثفة لإلغائه. وفي حين خرجت مجموعة من النساء مبتسمات يرفعن أصابعهن الملطخة بالحبر في دليل على أنهن أدلين بأصواتهن قال كردي اسمه طلعت أثناء انتظاره للإدلاء بصوته في أربيل عاصمة الإقليم ”إن شاء الله راح نتحرر.. احنا مثل شعوب العالم... شوفنا أنجس من هاي.. شوفنا الحصار شوفنا القتل... وإن شاء الله راح ننتصر“. ويقول أكراد العراق كذلك إن الاستفتاء يقر بمساهمتهم الحيوية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن تفوق التنظيم المتشدد على الجيش العراقي في 2014 وسيطر على ثلث العراق. لكن مع وجود نحو 30 مليون كردي بالمنطقة متناثرين عبر الحدود الدولية في المنطقة تخشى طهران وأنقرة من انتشار النزعات الانفصالية بين أكرادهما. وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية حكومة كردستان العراق الأسبوع الماضي من أن ”إجراء الاستفتاء، خاصة في المناطق المتنازع عليها، أمر مستفز ومثير للاضطرابات“. وتجري حكومة كردستان الاستفتاء ليس فقط في الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق بل أيضا في مناطق أوسع في شمال العراق توغلت فيها قواتها في إطار قتال تنظيم الدولة الإسلامية. وتضم هذه المناطق أعدادا كبيرة من السكان غير الأكراد. وقالت وزارة الخارجية التركية إن أنقرة لا تعترف بالاستفتاء وستعتبر نتيجته باطلة وإن حكومة أكراد العراق تهدد سلام واستقرار العراق والمنطقة بأسرها. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن حكومته تدرس خطوات تتعلق ببواباتها الحدودية مع شمال العراق ومجالها الجوي ردا على الاستفتاء. وقال في حديث مع قوات تركية إن أنقرة ستتخذ قرارات خلال المزيد من المحادثات المباشرة مع الحكومة المركزية العراقية بعد الاستفتاء مضيفا أن خطوات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وعسكرية يجري بحثها. وعادت القوات التركية لمحاربة تمرد كردي في شمال شرق البلاد بعد انهيار عملية سلام. * حظر طيران رجل يقود دراجة هوائية بالقرب من لافتات مؤيدة لاستقلال كردستان في اربيل يوم الأحد. تصوير: علاء المرجاني - رويترز فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) على أن تغلق في السادسة مساء. وستعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة. وقالت مفوضية الاستفتاء إن التصويت متاح لكل السكان المسجلة أسماؤهم، من الأكراد وغيرهم، في المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال العراق ولا تقل أعمارهم عن 18 عاما. وتقول المفوضية إن عدد من يحق لهم التصويت هو 5.2 مليون شخص بينهم المغتربون الذين بدأوا في الإدلاء بأصواتهم إلكترونيا قبل يومين. ويجب على الناخب الرد بنعم أو لا على سؤال واحد في ورقة الاقتراع كتب باللغات الكردية والتركية والعربية والآشورية وهو ”هل تريد أن يصبح إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج الإقليم دولة مستقلة؟“ وأعلنت إيران يوم الأحد وقف الرحلات الجوية المباشرة من وإلى كردستان. وحث العراق الدول الأجنبية على وقف استيراد النفط الخام مباشرة من إقليم كردستان العراق كما طالب حكومة إقليم كردستان بتسليم المطارات والمواقع الحدودية مع إيران وتركيا وسوريا. ويعارض السكان غير الأكراد في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وحكومة كردستان الاستفتاء وخاصة في كركوك الغنية بالنفط والمتعددة الأعراق. وقال محمد مهدي البياتي أحد كبار القادة في منظمة بدر أبرز فصائل الحشد الشعبي في طوز خورماتو جنوبي كركوك ”العراق ضد الأكراد وكذلك الأتراك والإيرانيون والمنطقة العربية برمتها وأوروبا. سيعيشون في قفص“. وفي السليمانية معقل الجماعات السياسية المناهضة للبرزاني بدت الطوابير أمام لجان الاقتراع أقصر منها في أربيل وبدت الدعاية واللافتات للاستفتاء أقل ظهورا فيما يعكس المخاوف من أن يكون تأييد الاستقلال بمثابة استفتاء على الزعيم الكردي. وقال علي أحمد صاحب متجر في السليمانية ”لن أدلي بصوتي. الاستفتاء ليس أمرا طيبا وقد يشكل خطورة بسبب التهديدات التركية والإيرانية“. ورغم التهديدات التركية برد انتقامي ما زالت أنقرة تبقي على خط أنابيب لتصدير النفط الكردي يعبر أراضيها مفتوحا. وبعد الحرب العالمية الأولى قسمت بريطانيا وفرنسا، القوتان الاستعماريتان المنتصرتان في الحرب، الإمبراطورية العثمانية. وظل حوالي 30 مليون كردي بالمنطقة بلا دولة موزعين في أربع دول هي العراق وإيران وتركيا وسوريا. وعانى الأكراد الاضطهاد وكثيرا ما حرموا من الحق في التحدث بلغتهم. وفي عهد صدام عانى أكراد العراق من حملات لاقتلاعهم من مناطقهم ومن هجوم بالأسلحة الكيماوية. وتعصف بسوريا حرب أهلية يسعى فيها الأكراد لحكم ذاتي.