أثارت تغريدة جديدة لنائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي ضاحي خلفان حول قطر ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان خلفان قال في تغريدة له عبر تويتر: "نحن ما كنا نخترق قطر، الآن بنخترق كل شيء فيها، اختراق تنظيم إرهابي من الأمور المباحة شرعا وقانونا".
وكانت الأزمة الخليجية قد اندلعت منذ ما يزيد عن عام، حين اتهمت السعودية والإمارات ومصر والبحرين الحكومة القطرية بدعم الإرهاب ومساندة المتطرفين الإسلاميين، وتهديد استقرار الخليج ودولا عربية أخرى.
وتشير هذه التغريدة بوضوح إلى وصول النزاع الإماراتي القطري لمستوى جديد.
لكن كيف يدور النزاع على هذا المستوى؟
كانت البداية في 24 أيار/مايو 2017 حيث ظهر تقرير إخباري على الصفحة الرئيسية لوكالة الأنباء القطرية "قانا"، جاء فيه أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر يشيد بحركات إسلامية مثل حماس وحزب الله والإخوان المسلمين وإيران العدو اللدود للسعودية.
ولكن سرعان ما اختفى التقرير من موقع وكالة الأنباء القطرية، وأصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانان أنكرت فيهما أن يكون الأمير قد ألقى خطابا.
وقالت قطر إن وكالة الأنباء الرسمية تعرضت للقرصنة بهدف نشر أخبار كاذبة عن أميرها وسياسة البلد الخارجية. واتهمت الإمارات بالوقوف وراء العملية.
وقد أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمركية هذه المزاعم نقلا عن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين. وهو الأمر الذي نفته الإمارات.
ولاحقا تم نشر رسائل بريد إلكتروني لأمير قطر تكشف تفاصيل محرجة عن صفقة لإطلاق سراح أعضاء بالأسرة الحاكمة في قطر اختطفوا خلال رحلة صيد في العراق.
واتهم حلفاء قطر الإمارات مجددا بالوقوف أمام هذا التسريب.
ومؤخرا قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الإمارات طلبت من شركة برمجيات التنصت على المكالمات الهاتفية لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني
وعلى الجانب الآخر وقبل إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر في 5 حزيران/يونيو 2017 حدث تطور مهم بين الجانبين القطري والإماراتي في العاصمة الأمريكية واشنطن.
فقد حدثت قرصنة ضد حساب السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة وتم تسريب رسائله إلى الإعلام.
إقالة تيلرسون
كما كشفت رسائل بريد إلكتروني مسربة عن وجود مساع لإقالة ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، من منصبه بعد رفضه دعم المقاطعة التي تقودها الإمارات العربية المتحدة ضد جارتها قطر.
ووفقا للرسائل المسربة، التقى رجل الأعمال الأمريكي إليوت برويدي، أكبر المتبرعين لحملة دونالد ترامب والذي تربطه علاقات وطيدة مع الإمارات، مع ترامب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحثه على إقالة تيلرسون.
خلاف قطر والإمارات الجوي بين "الاستهتار" و"الافتراء"
واتهم برويدي قطر باختراق بريده الإلكتروني، وقال المتحدث باسم رجل الأعمال الأمريكي: "لدينا أسباب تجعلنا نرجح أن اختراق البريد الإلكتروني أشرف عليه ونفذه عملاء رسميون وغير رسميين لقطر عقابا لبرويدي على معارضته القوية للإرهاب الذي تدعمه قطر".
ونفت السلطات القطرية مزاعم برويدي من خلل تصريحات مكتب الاتصالات القطري الذي أصدر بيانا جاء فيه أن "قطر تود أن تؤكد بشكل قاطع أنها لم تتورط فيما أشارت إليه تلك الاتهامات المزعومة التي يرددها برويدي. كما تنفي أن تكون دفعت أموالا لأحد ليفعل ذلك".
وأضاف البيان: "نعتقد أن الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة ما هي إلا أسلوب تضليلي لتشتيت الانتباه بعيدا عن المزاعم الخطيرة التي يواجهها هو وعملاؤه في الحكومة الإماراتية".