آخر تحديث :الخميس-14 نوفمبر 2024-11:11م

محليات


الأناضول التركية تحدد أبرز الامكان التي استهدفتها الهجمات الاسرائيلية على اليمن

الأناضول التركية تحدد أبرز الامكان التي استهدفتها الهجمات الاسرائيلية على اليمن

الأحد - 21 يوليه 2024 - 02:21 ص بتوقيت عدن

- مراقبون برس -صنعاء -شكري حسين-الأناضول

على عكس ضربات الولايات المتحدة وبريطانيا المتواصلة على اليمن منذ أشهر، التي ركزت وفق إعلانات البلدين على أهداف عسكرية لجماعة “أنصار الله”، جاء القصف الإسرائيلي اليوم ليطال أهدافا حيوية مرتبطة بمعيشة المواطنين اليمنيين؛ ما قد يشي، وقف مراقبين، بأن تل أبيب قصدت من وراء ذلك تصعيب حياتهم وتأليبهم ضد الجماعة.
إذ استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي عبر هذه الغارات خزانات الوقود بميناء الحديدة غرب اليمن، إضافة إلى منشأة حيوية ضخمة لتوليد الكهرباء هي محطة رأس الكثيب، والتي تزود مدينة الحديدة بالطاقة الكهربائية.
وبدأ واضحًا أن الإسرائيليين أرادوا بقصفهم للمنشآت الحيوية في الحديدة، شل حركة الجماعة الاقتصادية والتجارية، بعد أن تركزت الضربات على ميناء المدينة الذي يُعد من أهم الموانئ اليمنية على البحر الأحمر، وشريان الحياة لدى الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية.

** قصف على ميناء الحديدة
قصف خزانات الوقود في الميناء قد يضع أعباء اقتصادية كبيرة على عاتق جماعة “أنصار الله”، وربما يتسبب بأزمة محتملة في المشتقات النفطية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها.
ملامح تلك الأزمة، التي ظهرت في حدوث تزاحم كبير على محطات بيع الوقود في صنعاء وبعض المحافظات الأخرى وفق سكان محليين للأناضول، سعى وزير النفط في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليا) أحمد دارس إلى وأدها في مهدها.
إذ طمأن دارس، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء “سبأ” التابعة للجماعة، المواطنين بـ”وجود كميات كبيرة وكافية من المخزون النفطي” لدى سلطات الجماعة.
ودعا دارس إلى “عدم الهلع على محطات البنزين وافتعال أزمة ليس لها أي مبرر”، مؤكدًا أن “محطات البنزين مستمرة في تقديم خدماتها للمواطنين في وضعها الطبيعي، ولا يوجد أي قلق في هذا الجانب”.
وفي الأيام القليلة المقبلة، ستتضح على الأرض تأثيرات القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود بميناء الحديدة.
إلى جانب ذلك، تجني جماعة، وفق تقديرات لوسائل إعلام محلية، أكثر من 3 ملايين دولار يوميًا من أرباح استيراد وبيع المشتقات النفطية بمناطق سيطرتها؛ الأمر الذي ينبئ بضياع قدر كبير من عوائدها.
يضاف إلى ذلك، الأضرار التي لحقت بميناء الحديدة على البحر الأحمر، والتي لم تتضح حتى الساعة، والتي قد تتسبب في انخفاض قدراته الاستيعابية، وربما تعطله لفترة معينة.
ويشكل هذا الميناء، الذي يعد الأكبر في اليمن، أهمية استراتيجية فائقة للحوثيين. إذ يُشكل قيمة اقتصادية وتجارية كبيرة؛ فهو الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الإستراتيجي، وأهمها جزيرتا حنيش الكبرى والصغرى، كما يتميز بموقعة الاستراتيجي، وقربة من الخطوط الملاحية العالمية جنوب شرق البحر الأحمر.
ومنذ سيطرة جماعة “أنصار الله” على محافظة الحديدة في مارس/ أذار 2015، ضمن سيطرتها على عدة محافظات يمنية، بقي مينائها شريان حياة للمحافظات الخاضعة لسيطرتها؛ باعتباره الميناء الوحيد الذي تمر عبره جميع المواد الغذائية والمعونات الإنسانية والسفن التجارية والأسلحة.
كما أنه يمثل قيمة اقتصادية كبيرة حيث يجلب دخل مالي سنوي كبير، وفق تقديرات اقتصادية محلية.

** محطة كهرباء رئيسية
ثاني الأهداف الحيوية التي استهدفها القصف الإسرائيلي كان منشأة حيوية ضخمة لتوليد الكهرباء هي محطة رأس الكثيب، التي تزود الحديدة بالطاقة الكهربائية.
وتجني الجماعة بفضل هذه المحطة ملايين الدولارات سنويًا من عوائد بيع الكهرباء التي تولدها، والتي تتحصل عليها من المحال التجارية والشركات والمصانع ومنازل المواطنين.
يضاف إلى ذلك، فإن قصف هذه المحطة قد يؤدي إلى معاناة مئات آلاف السكان في الحديدة من انقطاعات الكهرباء.
وتزداد هذه المعاناة في ظل الصيف الساخن التي تمر به المنطقة حاليا.
وقد لفت وزير الكهرباء بحكومة “أنصار الله” محمد البخيتي إلى الأضرار الكبيرة التي تسبب فيها القصف الإسرائيلي لهذه المحطة.
إذ قال، في تصريحات صحفية، إن “العدوان الاسرائيلي استهدف محطة رأس كثيب لتوليد الكهرباء وخزانات لوقود المازوت فيها، مخلفا أضرارا جسيمة”.
ويعد القصف على الحديدة، السبت، أول رد إسرائيلي مباشر على هجمات الحوثيين في الفترة الأخيرة.
ويأتي ذلك بعد هجوم بطائرة مسيرة شنته جماعة الحوثي على مدينة تل أبيب فجر الجمعة؛ ما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 9 آخرين.
من جانبها، أكدت الجماعة أن الهجوم الإسرائيلي على الحديدة لن يزيدها إلا “إصرارا وثباتا” في مساندة قطاع غزة، وتوعدت بعمليات “تقض مضاجع” تل أبيب ردا على الهجوم، وفق تدوينات عبر منصة “إكس” لمتحدث الجماعة محمد عبدالسلام، وعضو المجلس السياسي الأعلى بها محمد علي الحوثي.
و”تضامنا مع غزة” في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باشرت الجماعة منذ نوفمبر، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
وردا على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع العام الجاري، شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للجماعة باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلانها أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تطاله أسلحتها.