آخر تحديث :الأربعاء-27 نوفمبر 2024-08:32م

محليات


ترحيب عربي باتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان

ترحيب عربي باتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان

الأربعاء - 27 نوفمبر 2024 - 08:09 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس -وكالات

رحبت دول ومنظمات وحركات عربية، ببدء سريان وقف إطلاق النار بين تل أبيب و”حزب الله” فجر الأربعاء، وشددت على ضرورة أن يمهد لإنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 14 شهرا.
جاء ذلك وفق مواقف رسمية في قطر ومصر والأردن والعراق وبيانات صادرة عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي وجماعة الحوثي.
وفي الرابعة من فجر الأربعاء (02:00 ت.غ)، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل و”حزب الله” ما أنهى معارك اندلعت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتكثفت واتسع نطاقها منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
** ترحيب مشروط
وقالت وزارة الخارجية القطرية إنها “ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتعرب عن أملها في أن يفضي إلى اتفاق مماثل لوقف الحرب المستمرة على غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة”، معربة عن تقديرها لـ”الجهود الأمريكية والفرنسية التي أسهمت في التوصل لهذا الاتفاق”.
وأعربت في بيان عن “تطلع دولة قطر إلى التزام جميع الأطراف بالاتفاق ووقف العمليات العسكرية فوراً، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، وأن يمهد هذا الاتفاق إلى توافق أشمل يحقق السلام الدائم والاستقرار التام في المنطقة”.
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية، بعد حرب استمرت 33 يوما آنذاك بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي.
ويدعو القرار أيضا إلى إيجاد منطقة بين “الخط الأزرق” (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل”.
كما رحبت مصر في بيان لوزارة الخارجية ببدء تنفيذ الاتفاق، مؤكدة أن “هذه الخطوة من شأنها الإسهام في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان، وبسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية”.
وشددت على أن “الاتفاق ينبغي أن يكون توطئة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة الذي تجاوز أكثر من عام، والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون عراقيل في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، فضلا عن وقف الانتهاكات غير المبررة في الضفة الغربية”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب “إبادة جماعية” على غزة أسفرت عن نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وبموازاة الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 797 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و600، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
** خطوة منتظرة “مهمة”
كما رحب الأردن، في بيان لوزارة الخارجية، بسريان وقف إطلاق النار بين تل أبيب و”حزب الله”، واعتبره “خطوة مهمة يجب أن تُستتبع بجهد دولي يسهم في وقف العدوان على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة”.
والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعاهل الأردن عبد الله الثاني في القاهرة الأربعاء، وأكدا “ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة والحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه”، وفق بيان للديوان الملكي.
في سياق متصل، رحب العراق في بيان لوزارة الخارجية بـ”إعلان وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي ولبنان”، معربا عن “أمله بأن يسهم هذا الاتفاق في وضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني”.
ودعت الخارجية العراقية المجتمع الدولي إلى “اتخاذ خطوات جادة وفاعلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية التي تفاقمت جراء التصعيد العسكري المستمر”.
وأكد محسن المندلاوي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي، في بيان، “دعم إعلان وقف إطلاق النار في لبنان”، داعيا “المجتمع الدولي لتكثيف جهوده ومساعيه من أجل التوصل إلى إيقاف للعدوان في غزة”.
كما رحبت الرئاسة الفلسطينية في بيان، بإعلان دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، ودعت إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الخاص بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنى مجلس الأمن مشروع قرار أمريكيا برقم 2735، ينص على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، ورفض أي تغيير ديمغرافي في القطاع.
** مطالب بالضغط واستمرار “المقاومة”
وعلى مستوى المنظمات والحركات، رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في بيان ، بقرار وقف إطلاق النار في لبنان و”طالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف حربها الإجرامية في قطاع غزة والضفة الغربية”.
وأعربت حركة حماس، في بيان، التزامها بالتعاون مع أي جهود لإنهاء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة ضمن محددات متمثلة بـ”وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل أسرى حقيقية وكاملة”.
وأضافت: “قبول العدو بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، هو محطة مهمّة في تحطيم أوهام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها”.
ودعت “حماس” الدول العربية والإسلامية لـ”الحراك الجاد والضاغط على واشنطن والاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه الوحشي على شعبنا الفلسطيني، وإنهاء حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة”.
والثلاثاء، قال نتنياهو في كلمة مسجلة، ضمن تبريره للأسباب التي تدعم القبول باتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار، إنه يأتي لتحقيق هدف “فصل الساحات وعزل حركة حماس”.
وأضاف موضحا أن “حماس” كانت تعتمد على تدخل “حزب الله” منذ اليوم الثاني للحرب (في 8 أكتوبر 2023)، ومع “خروج حزب الله من المعادلة، تبقى حماس وحدها ما يسهل زيادة الضغط عليها لتحقيق المهمة المقدسة المتمثلة في تحرير الرهائن”، على حد ادعائه.
وخاطب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، في بيان، “حزب الله” عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ، قائلا: “سنبقى مقاومة واحدة حتى النصر”.
وقال: “لقد قاتلتم وصمدتم وناصرتم إخوانكم في فلسطين وقدمتم الدماء الغالية والطاهرة (..) أبارك صمودكم وصمود الشعب اللبناني”.
كما أكد متحدث جماعة الحوثي اليمنية محمد عبد السلام، في منشور عبر منصة إكس، الثقة بخيارات المقاومة في لبنان، وإن المقاومة التي أبداها “حزب الله” أجبرت إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار.
من جهته، رحبت وزارة الخارجية الروسية الاربعاء بوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض في شأنه بمبادرة من الدول الغربية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مع تشكيكها في إمكان تطبيقه “فعليا”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في رد فعل متأخر بعد ترحيب غالبية القوى العالمية بالاتفاق، “ننظر في شكل ايجابي الى أي اتفاق يتيح وقف دوامة العنف ومن شأنه وقف إراقة الدماء في لبنان ومنع توسع الأعمال القتالية. ولكن ينبغي أن يسري في شكل فعلي”.
بدأ تطبيق وقف إطلاق النار الذي سعت اليه الولايات المتحدة وفرنسا صباح الاربعاء. وأتى بعد اكثر من عام من المواجهات عبر الحدود بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله اللبناني، والتي سرعان ما تحولت حربا مفتوحة في النصف الثاني من ايلول/سبتمبر.
واضافت زاخاروفا “المؤسف أنه رغم جهود المجتمع الدولي، فإن الوضع مستمر في التدهور في منطقة النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني ومناطق أخرى في الشرق الاوسط طاولتها هذه الأزمة”، منددة خصوصا “بالأزمة” في قطاع غزة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 3 آلاف و823 شهيدا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.