آخر تحديث :الجمعة-18 أكتوبر 2024-01:24ص

صمت الخليج!

الأربعاء - 17 أغسطس 2016 - الساعة 07:05 ص

سليمان جودة
بقلم: سليمان جودة
- ارشيف الكاتب


اللافت للانتباه جداً أن الإخوة فى الخليج، الذين مدوا يد العون لنا فيما بعد ثورة 30 يونيو، قد التزموا الصمت تماماً، فى الوقت الذى تصارع فيه مصر صندوق النقد الدولى، ويصارعها الصندوق، ويكاد يطرحنا أرضاً!
والسؤال هو: لماذا الصمت.. هل لأنهم يواجهون نقصاً فى الموارد، بعد أن تراجع سعر برميل البترول، من 130 دولاراً تقريباً إلى حدود الخمسين دولاراً؟!.. ربما.. ولكن.. هل هذا هو السبب الوحيد، أم أن هناك أسباباً أخرى تتعلق بالطريقة التى أنفقنا بها مساعداتهم لنا منذ الثورة؟!
إننى أرجح الاحتمال الأخير، والسبب أنى، مع غيرى، لا نعرف إلى الآن كم بالضبط حصلنا على مساعدات من الخليج، بامتداد ثلاث سنوات، وما شكل هذه المساعدات، وأين على وجه التحديد جرى إنفاقها.. أين!
نحن، إذن، أمام سؤالين: كم.. وأين؟!.. وإذا كان هناك مسؤول يعنيه أمر الشفافية المطلوبة، فى هذه الدولة، فلابد أن يخرج على الرأى العام، وأن يجيب عن السؤالين، بصراحة كاملة، حتى لا تظل المسألة تهمة معلقة فى أكثر من رقبة!
إن هناك تصريحاً يتيماً، فى هذا الشأن، لطارق عامر، محافظ البنك المركزى.. وفيه يقول إننا حصلنا على 29 مليار دولار من الخليج، منذ قامت ثورة 30 يونيو إلى الآن.
وهو ليس فقط تصريحاً يتيماً، ولكنه ناقص، لأن صاحبه لم يكن يليق به أن يطلقه فى وجوهنا رقماً جامداً هكذا، دون أن يفسره، ودون أن يشرحه بالشكل الكافى.. نريد ونحن ذاهبون إلى قرض جديد، من الصندوق، أن نعرف تفاصيل الـ29 مليار دولار.. وأين ذهبت؟!
نريد أن نعرف كم منها كان فى شكل منحة لا تُرد، وكم كان قرضاً سوف نرده، وكم كان وديعة فى البنك المركزى.. وكم.. وكم.. إلى آخره!
إن الذين سوف يسددون القروض كلها، من دمائهم، هم المصريون واحداً.. واحداً.. ومن حق كل بنى آدم فيهم أن يعرف ما إذا كان رقم الـ29 مليار دولار رقماً دقيقاً نهائياً، أم أنه رقم تقديرى يمكن أن يزيد، أو ينقص.. ومن حق كل مواطن فى هذا البلد أن يعرف وجوه إنفاق المليارات التسعة والعشرين، دولاراً دولاراً، وأن يطمئن إلى أنها قد أنفقت فى مكانها الصحيح، ولم يستقر منها شىء فى هذا الجيب، أو ذاك.
إحساسى أن الإخوة فى الخليج كانت لهم ملاحظات على الطريقة التى أنفقنا بها قروضهم، ومساعداتهم، وإحساسى أن أحداً لم يلتفت إلى ملاحظاتهم ولا أعارها اهتماماً.. ويقينى أننا لابد أن نعرف: كم.. وأين؟!
مرة عاشرة: كم.. وأين؟!.. أجيبوا عن صمت الخليج، قبل أن تجيبوا عن تساؤلنا الحائر!
 
* نقلا عن "المصري اليوم"